الكشف عن الحقيقة الغامضة
داخل الصندوق، كان هناك كتاب قديم، غلافه مصنوع من جلد متشقق، وفي وسطه رمز القلب الذي رأته على الخريطة. عندما مدّت يدها لتلمسه، شعرت بنبض غريب، وكأن الكتاب حيّ. فتحت الغلاف بحذر، وبدأت الصفحات تقلب نفسها بسرعة، لتتوقف فجأة عند صفحة واحدة، مكتوب عليها بلغة لم تكن مألوفة لها.
لكن الغريب أن الكلمات بدأت تتغير أمام عينيها، تتحول تدريجيًا إلى لغة تفهمها. كانت الصفحة تحمل عنوانًا: “حراس الحقيقة”.
السر العظيم
بدأت ليلى تقرأ:
“منذ قرون طويلة، كانت الأرض مكانًا تلتقي فيه قوى متعددة: قوة المعرفة، وقوة الظلام. في كل جيل، يتم اختيار شخص واحد لحمل مفتاح الحقيقة – خريطة تقود إلى القلب الذي يحفظ توازن العالم.”
“الخريطة التي تحملينها ليست مجرد دليل إلى مكان، بل هي اختبار للروح والقلب. إذا وصلتِ إلى هنا، فهذا يعني أنك تحملين الصفات المطلوبة: الإصرار، الشجاعة، والرغبة في المعرفة مهما كان الثمن.”
“لكن الحقيقة ليست جميلة دائمًا. أبوك، مثل غيره من الحراس، اختار طريق التضحية. كان يعلم أن معرفة الحقيقة ستجبره على التخلي عن حياته كما يعرفها. لكنه اختفى ليحميك، لأنه علم أنك الحارسة القادمة.”
توقفت ليلى عن القراءة، والدموع تغمر عينيها. لم يكن والدها قد تخلى عنها، بل كان يحميها طوال هذا الوقت.
لكن الصفحة لم تنتهِ:
“الآن، القرار بيدك. يمكنك أن تتركي الكتاب هنا، وتعودي إلى حياتك كما كانت، أو يمكنك أن تفتحي الباب الأخير خلفك. لكن احذري: فتح الباب يعني أنك ستصبحين جزءًا من هذا العالم، وستتحملين مسؤولية حماية الحقيقة، مهما كان الثمن.”
لحظة القرار
نظرت ليلى إلى الباب الذي ظهر فجأة خلف الصندوق. كان يشع بنور ساطع، وكأنه يدعوها للدخول.
هل تستمر في الطريق، أم تترك كل شيء وراءها؟
تذكرت كلمات والدها: “لا تخافي من الأسئلة. الخوف الحقيقي يكمن في عدم البحث عن الإجابات.”
نهضت بثبات، وأغلقت الكتاب، وأخذته معها. تقدمت نحو الباب وفتحته.
ما وراء الباب
خلف الباب، كان هناك فضاء شاسع، مليء بالنجوم والكواكب المتوهجة. كانت تقف على منصة تطفو في الهواء، وأمامها كانت تقف هيئة غامضة، تشبه إنسانًا لكن ملامحه غير واضحة، كأنه مصنوع من الضوء.
قالت الهيئة بصوت هادئ ومطمئن:
“مرحبًا، ليلى. لقد اجتزتِ كل شيء. الآن، أنتِ واحدة من حراس الحقيقة. مهمتك هي ضمان أن تظل المعرفة موزونة، وأن تحمي هذا العالم من الفوضى. لكن تذكري، هذا الطريق لا نهاية له، وهو ليس للجميع.”
ابتسمت ليلى بخفة، وأجابت بثقة:
“لقد اخترت هذا الطريق، وسأكمله مهما كان.”
