“ومشيت طريق الأخطار…”
كانت السماء ملبدة بالغيوم، والريح تعصف بوجهها كأنها تحاول دفعها للتراجع، لكنها مضت بخطوات ثابتة على الطريق الذي لا يعرف الرحمة. صوت الحصى المتناثر تحت حذائها كان يختلط بأنفاسها المتلاحقة. هذا الطريق الذي لم يكن له اسم في الخرائط، كان يعرف باسم واحد فقط بين الناس: طريق الأخطار.
كل من سار في هذا الطريق لم يعد كما كان. بعضهم خسر حياته، وبعضهم عاد بعينين تروي حكايات لا تُفهم. لكن ليلى لم يكن لديها خيار. في يدها خريطة قديمة ورثتها عن جدها، تحوي أسرارًا يُقال إنها تقود إلى “بوابة الحقيقة”.
لم تكن ليلى تبحث عن كنز مادي، بل عن إجابة واحدة: لماذا اختفى والدها منذ 12 عامًا دون أثر؟ لماذا أصرّ جدها قبل وفاته على أن تمسك بهذه الخريطة؟
مع كل خطوة كانت الأسئلة تتراكم، وكان الظلام يزداد كثافة. فجأة توقفت.
أمامها كانت تقف شجرة ضخمة، جذورها تلتف كالأفاعي وأغصانها تبدو كأيدٍ تبحث عن فرائس. على جذعها كان محفورًا رمز غريب، دائرة يتوسطها خط مائل وكلمات بلغة لم ترها من قبل.
اقتربت بخطوات حذرة، مدّت يدها لتلمس الجذع، وعندما لامست أطراف أصابعها الرمز، شعرت ببرودة غريبة تتسرب إلى عروقها، وبرق خاطف شق السماء.
“من أنتِ لتدخلي هذا الطريق؟” جاء الصوت من خلفها.
