داخل الممر المظلم

كانت أنفاس ليلى تتسارع وهي تقف أمام الممر الطويل، حيث تلتف الجدران حولها كأنها تحبس أنفاس المكان. الباب العملاق في نهاية الممر كان ينبض بهدوء، وكأنه ينتظر منها الإقتراب. لم تكن تعلم ما ينتظرها خلفه، لكن الصوت كان واضحًا: “ثلاثة اختبارات.”

تقدمت بخطوات بطيئة، وبدأت الجدران المحيطة بها تتوهج بألوان غريبة مع كل خطوة تخطوها. الرموز عليها كانت تتحرك، وكأنها ترسم قصة لم تفهمها. فجأة، توقف كل شيء، وظهر أمامها حاجز شفاف، خلفه مشهد مخيف.

الاختبار الأول: مرآة الذكريات

أمامها كانت تقف مرآة ضخمة، سطحها متلألئ وكأنه ماء ساكن. عندما اقتربت منها، ظهر انعكاسها، لكنها لم تكن وحدها. كان والدها يقف خلفها في المرآة، يبدو شابًا كما تذكره. ابتسم لها، لكن صوته كان يحمل شيئًا من الحزن:
“ليلى، هل تتذكرين آخر وعد قطعته لي؟”

شعرت ليلى بالارتباك. ذكريات الطفولة بدأت تتدفق كالسيل. تذكرت كيف كان يقص عليها الحكايات كل ليلة، وكيف طلب منها يومًا وعدًا بسيطًا: “لا تتوقفي عن البحث عن الحقيقة، مهما كانت صعبة.”

“أنا أبحث، يا أبي. أبحث عنك وعن الحقيقة التي تركتها وراءك!” صرخت ليلى.

انعكس الحزن على وجه والدها، وقال: “لكن الحقيقة لها ثمن. أتعهدين أن تدفعي الثمن مهما كان؟”

“أتعهد!” قالت ليلى دون تردد.

فجأة، اشتعلت المرآة بالنار، وظهر طريق جديد خلفها. عرفت أنها اجتازت الاختبار الأول.

الاختبار الثاني: لغز الظلال

عبرت الطريق الجديد لتجد نفسها في غرفة مظلمة، تتوسطها شعلة صغيرة متوهجة. على الجدران، كانت الظلال تتحرك بشكل غريب، وكأنها مخلوقات حية. فجأة، ظهر صوت جديد، لكنه كان مختلفًا هذه المرة:
“اختبارك الثاني بسيط: اكشفي الكذبة بين هذه الظلال. واحدة منها فقط تخدعك.”

نظرت ليلى بتركيز إلى الظلال التي بدأت تتشكل في هيئة أشخاص، كل واحد منهم يتحدث:

  • الظل الأول: “أنا والدك، ليلى. لقد عدت من أجل أن آخذك معي.”
  • الظل الثاني: “أنا جدك، لقد أرسلتك إلى هذا المكان لتعودي بالكنز، وليس بالأسئلة.”
  • الظل الثالث: “أنا نفسك، ليلى. لا تبحثي أكثر، لأن الحقيقة ستدمر كل شيء.”

أغلقت ليلى عينيها للحظة، تحاول استيعاب الكلمات. لكنها تذكرت شيئًا واحدًا: جدها لم يكن يبحث عن كنوز مادية، بل عن معرفة أعظم. فتحت عينيها وأشارت إلى الظل الثاني:
“أنت الكذبة. جدي لم يكن يومًا طماعًا.”

عندها انطفأت جميع الظلال ما عدا الشعلة، وفتح باب جديد أمامها.

الاختبار الثالث: قلب الحقيقة

في الغرفة الأخيرة، وجدت ليلى صندوقًا حجريًا كبيرًا يقف في منتصف المكان. فوقه، كانت الخريطة نفسها مرسومة بدقة، لكنها تحمل رمزًا جديدًا لم تره من قبل: قلب ينبض في منتصف الخريطة.

الصوت عاد ليقول:
“في هذا الصندوق يكمن قلب الحقيقة. افتحيه إذا كنتِ مستعدة لتحمل عبء ما ستعرفينه.”

ترددت ليلى لوهلة. كل شيء قادها إلى هذه اللحظة. مدت يدها وفتحت الصندوق ببطء، لتجد داخله…

من انا و صحتي

في هذا الموقع ستجدون نصائح ووصفات ليس فقط للعناية بالبشرة والشعر، بل أيضًا لتحسين نمط الحياة العام و تحقيق التوازن بين الجسم والعقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *