“من أنتِ لتدخلي هذا الطريق؟

كان الصوت عميقًا ومخيفًا، أشبه بصدى قادم من أعماق الأرض. زلزل الصمت الذي كان يلف المكان، وجعل قلب ليلى يتسارع بشكل جنوني. التفتت برعب، لكن الظلام كان كثيفًا، ولم تستطع رؤية مصدر الصوت.

“أجيبيني!” تردد الصوت مجددًا، هذه المرة أقرب، كأنه يحيط بها من كل الجهات. حاولت التماسك رغم الرعب الذي اجتاحها، وأجابت بصوت مرتجف:
“أنا… أنا ليلى. أبحث عن الحقيقة. عن أبي… وعن سر هذه الخريطة.”

كان هناك لحظة صمت طويلة كأنما كان الصوت يزن كلماتها، ثم جاء الرد ببطء:
“الحقيقة لها ثمن. والطريق الذي اخترته ليس للضعفاء. لماذا تحملين الخريطة؟ ماذا تعرفين عن الخريطة؟”

أحنت ليلى رأسها نحو الأرض، متجنبة النظر إلى الظلام الذي يبدو وكأنه ينظر إليها. قالت بصوت خافت:
“لا أعرف سوى أن جدي أعطاني إياها قبل أن يموت، وقال إنها مفتاح لأسرار قديمة. لم يخبرني بالمزيد.”

ثم تجرأت وسألت: “من أنت؟ ولماذا تسألني عن الخريطة؟”

الصوت لم يجب على الفور. بدلاً من ذلك، شعرت بريح باردة تمر بجانبها، وكأن شخصًا أو شيئًا يتحرك حولها. ثم همس الصوت، هذه المرة أقرب من أي وقت مضى:
“أنا حارس الطريق. كل من يحمل هذه الخريطة عليه أن يثبت استحقاقه لها. هل أنتِ مستعدة؟”

ابتلعت ليلى ريقها بصعوبة. عرفت أنها وصلت إلى نقطة اللاعودة. التفتت نحو الشجرة مجددًا، وكأنها تبحث عن إجابة. كانت الخريطة بين يديها ترتجف كأنها حية، وبدأت الرموز على جذع الشجرة تتوهج بضوء خافت.

قالت بثبات رغم الخوف الذي يتملكها:
“نعم، أنا مستعدة.”

فجأة، انفتحت الأرض تحت قدميها ووجدت نفسها تسقط في فراغ مظلم لا نهاية له. كان الصراخ عالقًا في حلقها، وعندما فتحت عينيها، وجدت نفسها في مكان مختلف تمامًا.

كانت تقف في ممر طويل، تكتنفه جدران من الحجر القديم، مغطاة برموز غريبة تتوهج ببطء. في نهاية الممر، كان هناك باب عملاق، مصنوع من معدن يبدو وكأنه يتنفس.

الصوت عاد مرة أخرى، لكنه كان أكثر هدوءًا هذه المرة:
“أمامك ثلاث اختبارات. إذا فشلتِ، لن تعودي أبدًا. وإذا نجحتِ، ستكتشفين الحقيقة التي تبحثين عنها.”

من انا و صحتي

في هذا الموقع ستجدون نصائح ووصفات ليس فقط للعناية بالبشرة والشعر، بل أيضًا لتحسين نمط الحياة العام و تحقيق التوازن بين الجسم والعقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *