قالت بصوت ثابت، رغم اضطراب قلبها: “لم أعد تلك التي تعرفها. الله والشمس و السماء و البحر , الكل يشهد على ما مررت به، وأنا الآن أقوى.”
كانت هناك لحظة صمت طويلة، قبل أن يتقدم الرجل ببطء، لكن هذه المرة لم يكن هناك تهديد في حركته، بل شيء من الانكسار والندم في عينيه.
نسيمة لم تصدق ما تراه؛ رجل قضت معه سنوات من الصراع، يقف أمامها بملامح لم تعهدها من قبل. كانت تلك النظرة الغريبة، التي تحمل انكسارًا وألمًا، تشبه انعكاس مشاعرها الدفينة. للحظة، شعرت بتعاطف غريب يشق طريقه إلى قلبها رغم الجروح التي لم تلتئم بعد.
قال بصوت متهدج: “نسيمة، أعرف أنني تأخرت كثيرًا… لكنني هنا لأطلب السماح، ليس لتعودي إلي، بل لأعترف بأخطائي وأتحرر من عبء الندم الذي أرهقني.”
صمتت نسيمة، ورفعت عينيها نحو السماء وكأنها تبحث عن إجابة بين الغيوم. نسيم البحر لفهما بلطف، وكأن الطبيعة تحاول أن تهدئ القلوب المتألمة. شعرت لحظتها بأنها ليست سجينة الماضي بعد الآن، بل صاحبة قرارها وقصتها الجديدة.
ابتسمت ابتسامة صغيرة لا تخلو من الحزن، وقالت بهدوء: “لقد سامحتك، ليس من أجلك، بل من أجلي. لأبدأ فصلاً جديدًا بعيدًا عن الأوجاع القديمة.”
ومع تلك الكلمات، شعرت نسيمة أن جزءًا من وزن الماضي قد زال عنها، وتسلل شعور بالراحة إلى قلبها، بينما انسحب الرجل ببطء، تاركًا خلفه آثار أقدام تتلاشى مع كل موجة تأتي …..